"الناجون الذين نسيتهم العدالة".. فيلم وثائقي حول النساء الناجيات من العنف في المكسيك
"الناجون الذين نسيتهم العدالة".. فيلم وثائقي حول النساء الناجيات من العنف في المكسيك
في الفيلم الوثائقي "الناجون الذين نسيتهم العدالة"، تعرض الصحفية المكسيكية "غلوريا بينيا" حالات ضحايا العنف الشديد بين الجنسين الذين هربوا من القتل.
ووفقا لما نشره الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، يقتل 10 نساء في المكسيك كل يوم، بالإضافة إلى ضحايا القتل، هناك العديد من النساء الأخريات اللاتي يعانين من هجمات وحشية ويتمكنّ من البقاء على قيد الحياة، لكنهن لا يقدمن قضاياهن إلى العدالة بسبب عدد من العوامل، من بينها وصمة العار.
قدمت "بينيا" فيلما وثائقيا لسرد هذه الحالات، وزيادة الوعي بالمخاطر المميتة التي يعيش فيها هؤلاء الناجيات وفضح عدم وجود ضمانات لمنع محاولة أخرى لاغتيالهم.
أكسبها هذا العمل جائزة Breach-Valdez للصحافة وحقوق الإنسان لعام 2022، التي عقدتها الأمم المتحدة وكيانات أخرى.
وتحدثت غلوريا مع أخبار الأمم المتحدة عن العنف ضد المرأة، ووضع المرأة في المكسيك في مواجهة هذه الآفة وغيرها من المشكلات التي أثارتها في فيلمها الوثائقي "الناجون الذين نسيتهم العدالة".
تقول "بينيا": "قررت أن هناك قصة يجب أن أرويها، عندما أدركت الثغرات القانونية التي تجعل النساء الناجيات من قتل الإناث في خطر دائم، وأن حياتهن يمكن أن تنتهي في لحظة".
وأضافت: "تقوم السلطات بانتظام بإحصاء جرائم قتل الإناث، ولكن لا يتم رؤية الوقاية من قتل الإناث.. أعتقد أنه من المهم جدا التحدث عن النساء الناجيات من قتل الإناث لمنع هذه الجرائم بشكل فعال".
وتابعت: "في المكسيك، جريمة محاولة قتل الإناث، وفقا لجميع القوانين الجنائية، يتم إعادة تصنيفها بانتظام إلى جرائم «العنف الأسري» أو «الإصابات المتعمدة»، وهذا يجعل الضحايا في خطر دائم في حياتهم، خاصة عندما يكون المعتدون أحرارا".
وتضيف الصحفية المكسيكية:" يبدو لي أن الحديث عن الناجيات هو الحديث عن الوقاية من قتل الإناث.. وفي المكسيك، كونها دولة قاتلة للإناث بوحشية، يجب أن يتوقف هذا".
تقول "بينيا": "عندما نتحدث عن النساء الناجيات من قتل الإناث، فإننا نعني النساء اللاتي عشن حالات من العنف الشديد، لكنهن لم يصلن إلى الموت.. أي أنها حالات كانت فيها النساء ضحايا للطعن، ورشهن بالحمض، وأحرقن أحياء، لكن قتل الإناث هذا لم يكتمل.. وهن ما زلن على قيد الحياة، ويعانين من إصابات خطيرة وآثار على صحتهن، وهي أيضا لا تراها السلطات ولا تعالجها بكفاءة.. هذا هو السبب في أنه من المهم التحدث عن النساء الناجيات من قتل الإناث، لأنهن أنواع مختلفة من العنف لا يتم رؤيتهن، بالإضافة إلى العنف المؤسسي الذي يواجهنه من أجل تقديم قضاياهن إلى العدالة".
وتوضح "بينيا": "من خلال ترك هذه الحالات دون عقوبة أو دون اهتمام من الدولة، فإن الرسالة التي يقدمونها هي رسالة الإفلات التام من العقاب، حيث يمكن للمعتدين، القيام بذلك دون تلقي أي عقوبة بينهما.. هي ليست مجرد عقوبة قضائية، ولكنها أيضا اهتمام فعال بالنساء اللائي مررن بهذا الوضع.. أعتقد أن السلطات المكسيكية تدين بالكثير للنساء الناجيات من قتل الإناث على وجه التحديد بسبب هذا النقص في الاهتمام بمنظور جنساني".
وأضافت: "للأسف، لا يوجد قضاة، ولا يوجد مدعون عامون مدربون وكافون للتصدي لهذا الحجم الكبير من العنف القاتل للإناث الموجود في البلد، وإذا لم تتم معالجة حالات النساء الناجيات هذه، فإننا لا نهتم أو نمنع العنف القاتل للإناث الذي يزداد للأسف كل يوم في المكسيك".
وتشدد "بينيا": "غالبا ما يبدو أن التشريع لا يزال حبرا على ورق، ولا يوجد تنفيذ سليم للقوانين الموجودة بالفعل، ولكن من الضروري أيضا التعبير عن تلك التي تحتاج إلى تعزيز".
وأشارت "بينيا" إلى أهمية الوصول إلى خدمات الصحة العامة، وكذلك الموارد الاقتصادية لتكون الناجيات قادرات على الخروج من دوائر العنف، والاستقلال الاقتصادي عن المعتدين عليهن، وكذلك الرعاية النفسية والعاطفية، والعديد من المعايير الأخرى التي يجب النظر فيها.